يتحدث كثير من الناس عن انهم يؤمنون بالقضاء والقدر ولكن هل نحن حقا نؤمن بالقضاء والقدر هل نحن بحق نعرف معنى أن سادس أركانالإيمان هو الإيمان بالقضاء والقدر أي كيف نطبق هذا الإيمان وهذا هو المطلوب منالمؤمن فيما يتعلق بالإيمان,
أليس الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعملا بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان,
يا الله ما أسهل التلفظ بهذه الكلمات وكم مرة تلفظنا بها ولكن هل فكرنا في حقيقة معاني هذه الألفاظ وكيف نطبقها إننا في أركان الإسلام نعلم أننا يجب علينا أن نصلي مثلا لذلك تعلمنا الصلاة وكل ما يتعلق بها لكي نأديها كما افترض الله علينا لكن الإيمان وأركانه هل تعرفنا حقا على كيفيةتطبيق أركانه هذا هو مرادي اليوم من الحديث عن حقيقة الإيمان بالقضاءوالقدر.
لنأخذ مثالا سهلا على ذلك في باب الإيمان بالله, نحن جميعا نؤمن بالله ومن لوازم الإيمان بالله أن نؤمن بأنه سبحانه وتعالى يتصف بصفات الكمال والجلال ومن هذه الصفات انه سبحانه يسمع ويرى فكيف نؤمن بذلك إن كمال إيماننا بذلك هو أن نعلم انه جل وعلا يرانا فلا يرانا إلا حيث مايأمرنا ولا نفعل شيء مما حرمه علينا لأنه يرانا نفعل وكذلك السمع فلا نتكلم بما حرم علينا لأننا نؤمن بأنه يسمعنا سبحانه وتعالى, هذه حقيقة الإيمان بالله من هذه الجزئية فقط.
وهذاالمسلك أكثر من استفدت منه فيه هو سماحة الوالد العلامة ابن عثيمين عليه رحمة الله فانه في دروسه وشروحه في العقائد دائما ما يركز على ثمرة هذا الإيمان وحقيقة تطبيقه فلله دره رحمه الله تعالى
كلنا جميعا نتقلب في كل حين بين أقدار الله سبحانه وتعالى التي لا تنفك عن العبد في أي وقت من أوقاته ولكن هناك نوع من الأقدار هو الذي تتبين فيه الحقائق وتنكشف فيه السرائر ولا حول ولا قوة إلا بالله سبحانه وتعالى.
فعندما تحل المصائب وتنزل البلايا بنا هنا يتجلى الصابرون من غيرهم هنا يتجلى المؤمنون حقا من غيرهم ألم يقل الله سبحانه وتعالى (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون) فعند الفتن ومنها الأقدار يتميز الصادقون من غيرهم, ذاك مات أخوه أو أبوه وتلك فقدت وليدها أو زوجها أو أباها أو أمها وذاك ذهبت تجارته وتقطعت به السبل وهذانزل به المرض فأقعده وهذه بترت قدماها وهكذا وهكذا فالفاجعة حين إذا ليس ما نزل بهم ولكن الفاجعة هي قولهم أو قولهن (يا رب ما وجدت إلا أنا من دون الناس يا رب ما وجدت إلا ابني أو أبي أو أو أو إلى غيرها وزد عليها لطم الخدود وتجعيد الشعر وخمش الوجوه ولا حول ولا قوة إلا بالله حين يصل البعض إلى قتل نفسه وإزهاقها فرقا مما أصابه والله المستعان)
أين الإيمان بالقضاء والقدر, إنك من الغريب انه بعد مرور مدة على البلاء تمرعلى نفس الشخص المبتلى (وكلنا هو) فتصبره ببعض الكلمات فيقول لك الحمد لله على ماقضاه وقدره ويحمد الله على ما كان أيا ترى أهذا هو المطلوب من العبد أم أن هذا صبرليس بمحمود صاحبه لأنه صبر اضطراري اضطره له أن قدر الله لا يغير ولا يبدل فلنأخذ هذا الحديث العظيم المعروف لدينا جميعا في بيان هذه الحقيقة مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي على وليدها عند القبر فقال لها يا أمة الله اصبري فقالت شأنك عني فإنك لم تصب بمصيبتي فتركها صلى الله عليه وسلم وذهب فقيل للمرأة أماتعرفين من هو قالت لا, فعرفوها فأسرعت إليه صلى الله عليه وسلم واعتذرت عن ما قالت فقال لها صلى الله عليه وسلم معلما إياها والأمة من بعدها معنى الصبر وحقيقة الإيمان بالقضاء والقدر تلك الكلمة المشهورة (إنما الصبر عند الصدمة الأولى)هنا وهنا فقط نعلم معنى حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر, الصبر عند الصدمة الأولى عندنزول البلاء عند وقوع المصيبة هنا يكون الحمد والثناء على الله هو المحمود وهوالدال على صدق الإيمان.
نعم لا ننكر الحزن الذي يصيب المبتلى لا ننكر الألم الذي نزلبه فهذا خير البشر صلى الله عليه وسلم مات ولده إبراهيم فقال (إن العين لتدمع وانالقلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا يا إبراهيم لفراقك لمحزونون) فدمع العين وألم القلب ليس ممنوعا شرعا لأنه حزن جبلي جبل عليه البشر ولكن الممنوع أن نقول ما يسخط ربنا سبحانه وتعالى ونتكلم بمثل تلك الكلمات التي الواحدة منها قد تهوي بصاحبها أبعد ما بين المشرق والمغرب والله المستعان.فهذا مجمل ما أردت عن النوع الأول من البلاء وهو البلاء بالشر