كشف العلماء في شهر مايو/ آيار 2007م، أن نجوم البحر البرتقالية النحيفة وأسماك الثلج ذات الزعنفة المروحية وأسراب خيار البحر الجوالة، كانت بين المخلوقات الغريبة التي شوهدت أمام ساحل القطب الجنوبي في منطقة كانت في السابق مغطاة بالجليد.
وقال العلماء في بيان إنه من بين مئات العينات التي تم جمعها، تعرف العلماء على 15 نوعا جديدا محتملا من القشريات مزدوجة الأرجل التي تشبه القريدس، وأربعة أنواع أخرى محتملة من المخلوقات المسماة باللواسع، التي تنتسب إلى الشعاب المرجانية، وقناديل البحر وشقائق النعمان البحرية.
وعثر المستكشفون أيضا على مستوطنات كثيفة من الحيوانات سريعة النمو المسماة بأسماك البحر البخاخة، التي تشبه الأكياس الجيلاتينية، ويبدو أنها لم تبدأ في إنشاء مستعمراتها في المنطقة إلا بعد انهيار الطبقات الجليدية.
واستطاع مستكشفون وضع قائمة للحياة البرية في منطقة كان يمتد فيها اثنان من الهضاب الجليدية هائلة الحجم، لمساحة نحو 10 آلاف كيلومتر مربع مُطلة على بحر ويدال.
وكانت الهضبتان الجليديتان اللتان لا يقل عمرهما عن 5000 عام، قد انهارتا على مرحلتين خلال الأعوام السابقة، انهارت الأولى قبل 12 عاما وأعقبتها الثانية في عام2002 . ومنذ عام 1974م، تفككت مساحة تقدر بنحو 13500 كيلومتر مربع من الهضاب الجليدية في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.
فانهيار الهضاب الجليدية منح العلماء فرصة فريدة ليروا ما كان مختفيا تحتها، وقبل الانهيار كان الباحثون لا يستطيعون سوى النظر من خلال ثقوب عميقة محفورة في الجليد.
وسافر "جوتير تشابيل" من المؤسسة القطبية في بروكسل وعلماء آخرون من 14 دولة إلى المنطقة على متن السفينة كاسحة الجليد "بولارشتيرن"، في رحلة استغرقت 10 أسابيع، لفحص الحياة البرية تحت الماء على طول ساحل شبه الجزيرة القطبية، وهي الجزء من القارة الجنوبية الذي يبرز شمالا في اتجاه قارة أمريكا الجنوبية.
وعندما نظروا إلى عمق 850 مترا تحت المياه الجليدية، وهو عمق ضحل نسبيا، عثروا على حياة حيوانية تكون عادة في قيعان البحار على أعماق تصل إلى حوالي ثلاثة أمثال هذا العمق، أي في أماكن ينبغي أن تتكيف فيها المخلوقات على الندرة الغذائية لكي تتمكن من البقاء على قيد الحياة.
ووجدوا هناك أسماكا جليدية زرقاء ذات زعانف ظهرية، مثل المراوح اليدوية المضلعة، ودماؤها لا تحتوي على خلايا حمراء، وهو تكيف مناسب للبيئة يجعل الدم أكثر سيولة وأسهل في ضخه داخل جسد الحيوان، ويساعد على حفظ الطاقة في درجات الحرارة المنخفضة.