إنها ليست بعيدة بل قريبة ، قرب الموت ، الذي هو أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، و الحياة في الدار الآخرة حياة طويلة لا انتهاء لها ، نذكرها حينا و ننساها أحيانا ، رغم أننا نرى الموت يحصد من يكبرنا و من يصغرنا من عرفناهم و من جهلناهم ، يحصد الأرواح فرادى و جماعات ، ولكن السؤال الذي يلح علي هو هل استعددنا لما بعد هذه اللحظة ، حينما نفارق الحياة الدنيا لنزور القبر و نعيش حياة البرزخ ثم يبعثنا الله من قبورنا و نحشر جميعا و تدنو الشمس و يشتد الهول و تبدل الأرض غير الأرض و السماوات و تخشع الأصوات و يفر المرأ من أحبائه إذ يشغله حاله و تتوالى الأحداث ليسبق السابقون بالفوز و الجنان و يدخل من يدخل الجنة بغير حساب و في الجنة تتفاوت الدرجات و تتنوع المقامات. و هناك غير ذلك ممن يعذبون و يهانون وقانا الله و إياكم سوء الخاتمة و نجانا من غضبه و عذابه و سوء عقابه برحمته و فضله و كرمه. أخي الحبيب هل أعددنا أنفسنا للحظة آتية الآن أو بعد وقت يطول أو يقصر؟ هل تجهزنا لحياة الأبد بحسن العمل و سلامة العقيدة و صحة العبادة ؟ هل تحلينا بالصالحات فأدينا الفرائض و اجتهدنا في الطاعات و تجملنا بالأخلاق الحسنة و هل تنزهنا عن الأخلاق السيئة ؟. اللهم أعنا على حسن الاستعداد للقائك. و هل كانت أعمالنا وفق مراد الله و هدي رسوله صلى الله عليه آله و سلم و هل أخلصناها لله و هل قبلها الله منا ، و هل نستمر ثابيتين على الخير حتى نلقى الله تعالى؟ اللهم أحسن ختامنا أجمعين و أدخلنا الجنة بغير حساب من غير سابقة عذاب و لا توبيخ و عتاب.