العدل حق و العفو حسن و الإحسان أحسن منهما ، من أساء إليك يمكنك أن ترد عليه بمثل إسائته و هذا حق لك و يمكن أن تعفو عنه رغم قدرتك على أخذ حقك ابتغاء وجه الله وهذا أحسن, و يمكن أن تصنع له معروفا تبتغي بذلك وجه الله و نصب عينيك قول الله تعالى ((و لا تستوي الحسنة و لا السيئة . ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه و لي حميم )) و سبحان مقلب القلوب علام الغيوب ، يتحول عدوك الذي كاد لك أمس إلى صديق حميم لما بهره كريم خلقك و سعة صدرك . إن اختيار أحسن الكلام يقوي روابط المودة و يغلق باب الشيطان فلا يقدر على الوقيعة بين الأحباب و اسمع إلى قول الله تعالى ((و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم…)) . و قد كان الصحابة ينتقون أطايب الكلام . يمكن للإنسان أن يعيش رهن الأوهام و سيئ الظنون فيحول حياته إلى جحيم و يمكنه أن يرى نعم الله عليه و على من حوله ، و ينظر إلى الخير فيه و فيمن حوله ، وهذه نظرة إيجابية تقيه شر أمراض القلب و تدفعه إلى التقدم في مسيرة الحياة ليكون منتجا نافعا لنفسه و لمن حوله ، هل هذا أحسن أم أن يرى المرء النقص في نفسه و فيمن حوله فيعيش كآبة و ألما تحيل حياته جحيما يشغله عن يومه و غده. إن أحسن الحديث هو القرآن الكريم هو زاد المؤمنين هو نور و يقين هو روح يحي القلوب و الأرواح و يشفي صدور قوم مؤمنين ، لأنه كلام رب العالمين نزل به أمين الوحي جبريل عليه السلام على قلب النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، إنه خاتم الكتب معجز لا يقدر الإنس و لا الجن على أن يأتوا بمثله ، معجز لا تنقضي عجائبه و تظهر آياته للعلماء في مختلف التخصصات. هيا بنا إلى القرآن الكريم نتلوه و نحفظه و نعمل بما فيه.